شيء مني
كثيرا ماتبنيت الخيال كطريقه صحيحه للعيش فاصبح جزءا لا يتجزء من حياتي فكان هروبا من تلك المعضله المسماة
(واقع) فقرأت الروايات والقصص لا نفخ فيه الروح وابقيه على قيد الحياة فما كنت لأرضى عنه بديلا ابدا.. واخيرا
وبعد ان رحل عني اصبحت عندي الجرأه لاتحدث عن هذا الصديق الذي لايمل فكان كعجينه من الصلصال التي يسهل
تشكيلها في يدي فكيفته وتلاعبت به حسب رغبتي ومالقيت منه الا التعاطف والصمت .فاذكر اني منذ كنت طفله ان
لي مخيله واسعه فعادة اصور نفسي كأميره في غابه مسحوره وماأنا في الحقيقه الا ذبابه عالقه في نسيج عنكبوت .
ومرت بي السنون وخيالاتي محبوسه داخل عقلي فما كنت اعرف كيف استخرجها واصورها امامي فكانت تلك الصدفه
وذلك الاكتشاف الخطير الذي ترجمها الى حقائق ممكن ان اراها واريها وماهو الا قدرتي على الكتابه فكانت بمثابة
استراحه من كل مايدور من حولي فاساررها وتساررني اكتب فيها عن انتصاراتي وخساراتي ..وكبرت ولكن لم يكبر
خيالي معي ونسيت الخيال وتنساني واصبحنا كخليلين أحبا بشغف ثم تبعادا حتى باتت تحت الرماد نارا تنتظر من
يذكيها من جديد ...وهاأنا اذكر في سطوري هذه ذلك الصديق المعطاء الذي كان له سطوة السحره وايحاءاتهم والذي
صارت زياراته لي كزوار المقابر الذين فقدوا احبة لهم وأتوا ليبكوهم احيانا او كزوار المتاحف الذين تعجبهم لوحة ما.
فيا أيها الوفي الذي بنهايتك داخلي فقدت شيء مني واصبحت فاصله, علامة تعجب ,وعلامة استفهام لسؤال مازال يكبر
ويكبر في ؟.................