****************-مواويل إلى ابن زريق البغدادي*********
شعر/مهند ناطق الحديثي
يسّاقطُ الحزنُ,تستلقي الجزائرُ في= ليل الضياع ويلقي همهُ المطرُ
ويستفيقُ على قرع الكؤوس ولا= نديمَ روحٍ يناجيهِ ,فيعتذرُ
خمرُ الرحيل بكفي قاتلٍ نزقٍ= في زقهِ الفارغِ المكسور تعتصرُ
فليشرب الغيمُ من وحي الرؤى كسفاً =من السماء تذريهِ وتجمعهُ
-------------(لا تعذليه فان العذل يولعهُ)-----------------
يداعبُ الحزنَ, يستجدي نبوءتهُ= ويحرقُ الليلَ في سيجارةِ الألمِ
وصورةٌ مثلَ سيفٍ فوقَ هامتهِ= تداهمُ القلبَ في شوقٍ وفي ضرَمِ
يحاولُ النومَ,لكنً الكرى عبثٌ= كيف المنام وهذا الهمُ لم ينمِ
تئنُ أعضاؤه الحرقى مقطعةً= بغيرِ نايٍ فتبكيها مدامعهُ
-------------(لا تعذليه فان العذل يولعهُ)-----------------
قد عادَ من صوته الباقي بلا نغمٍ= ولا صدىً يشرب الذكرى فتنبتهُ
تسكعَ الليلَ فالأحلامُ سفرتهُ= والريحُ تصرخُ والنارنجُ أوبتهُ
يدقُ مسمارهُ في بابِ حانتها= فالروحُ قربانهُ والسكرُ توبتهُ
والشعرُ نامَ بلا ثوبٍ ولا سررٍ= على رصيفٍ من الماضي يضاجعهُ
-------------(لا تعذليه فان العذل يولعهُ)-----------------
بنى من القشِ بيتاً يتقي حمماً= وأضرمَ النارَ في التنورِ بالماءِ
ومدَ كفاً من الشمع الطريِ لها= فذابتِ النارُ سوداءً ببيضاءِ
وأجهضت نخلةٌ حبلى بساحلهِ= حصىً تلقفَ صيداً دونَ ايماءِ
فضجَ من غيضهِ الباقي تصمتهُ= وملَ من قدر البلوى توجعهُ
-------------(لا تعذليه فان العذل يولعهُ)-----------------
جازَ السكوتَ وألقى جِلدَ غربتهِ= على الضلوعِ فعرتهُ المسافاتُ
في آخر البحرِ كان الموجُ يتبعهُ= وكل ما فيهِ ياقلبُ احتضاراتُ
شطآنهُ وطيور البحر ميتةٌ= وغربةٌ وانهزامٌ وانكساراتُ
كأنهُ كفنٌ يبلى على جسدٍ= أو ثوبُ مسكينةٍ غرثى ترقعهُ
-------------(لا تعذليه فان العذل يولعهُ)-----------------
ينسلُ من تحت ابط الموتِ في فمهِ= اغنيََََََََََةٌ منذُ أعوامٍ يغنيها
فيها بخورٌ لامٍ كانَ يعرفها= حتى أضاعتهُ وانهارت أمانيها
كم قد توضأ قبل اليوم مرتجفاً= بالابجدياتِ فاختلت معانيها
وعادَ بالعيِ مطروحاً بلا مدنٍ= تدوسهُ دونما عطفٍ شوارعهُ
-------------(لا تعذليه فان العذل يولعهُ)-----------------