حســ سعيد ــين طبيب جديد
عدد الرسائل : 26 العمر : 29 بلد الاقامة : العراق _ الانبار _حديثه المهتة : طالب الهوايات : تصفح النت تاريخ التسجيل : 30/11/2007
| موضوع: الصبر الخميس ديسمبر 06, 2007 10:03 pm | |
| السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
نسأل الله عز وجل أن ينزلك منازل الصابرين من المؤمنين من أحباب الله وأحباب رسوله الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واصفا إياهم لصحابته: أنتم أصحابي وهم أحبابي... آمنوا بي ولم يروني، تجدون على الحق أنصاراً وهم لا يجدون على الحق أنصارا... وفيما عبر الله عز وجل عن محبته للصابرين وفي هذا أعظم ترغيب للراغبين في محبة الله ورضوانه.. فإنه أخبر أن الصبر خير لأهله مؤكداً ذلك بالقسم .. (ولئن صبرتم لهو خير للصابرين). والصبر أجره بغير حدود .. قال عز وجل: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). وهذا خاص بالصبر دون غيره من العبادات .. فالصبر جنة والصبر ضياء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. والأنبياء قدوة في الصبر ومثل أعلى للدعاة ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل. يُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء". وهكذا فإن الصابرين في معية الله، فهو معهم في هدايته ونصره وتوفيقه... ولقد خص الله الصابرين بثلاثة أشياء دون غيرهم وهي الصلاة عليهم، ورحمته لهم، وهدايته إياهم. قال عز وجل: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).
والصبر سبب الفلاح في الدنيا والآخرة والطريق المأمونة إلى خيري الدنيا والآخرة .. قال الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون). والحظ العظيم والخير كله للصابرين كما جاء في قول الله العظيم: (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم).
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ومن يتصبّر يصبّره الله وما أُعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر".
وفي هذا المعنى قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنما أدركنا أطيب عيشنا بالصبر، ولو كان الصبر رجلاً لكان كريماً. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد. ثم رفع صوته: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له!!
وإذا ضاقت على المسلم الدنيا وتكالبت عليه الشدائد والمحن شكا إلى الله ما به كما شكا سيدنا يعقوب عليه السلام: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله).قال الشاعر: وإذا عرتك بلية فاصبر لهـا صبر الكريم فإنه بك أعلــم وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم
والتقوى تعدُ حرز للصابرين وحارس لا ينام يأخذ بأيديهم ويفتح لهم أبواب الصبر والتصبر، ويقيهم ويحميهم من العجز والهلع والضعف. اتق الله فإن تقوى الله مـا جاورت قلب امرئ إلا وصل ليس من يقطع طرقاً بطلاً إنما من يتقي الله البطـــــــل
وهكذا فإن الابتلاء مفتاح الصبر، ولا بد أن يكون كي يمتحن الله المؤمنين في صدقهم وإخلاصهم النية في العمل لله، وليميز بين من يحمل الدعوة ويخلص في حملها ومن يكون عبئاً عليها يعيق حركتها ويؤخر النصر على الجماعة المؤمنة لعدم إخلاصه وخلاص نيته في العمل لله .. وهكذا يكون الابتلاء للتمحيص وصقل النفوس المحبة لله المخلصة له لترتقي في حبها لله وتتميز عن سائر المسلمين بل سائر الدعاة الذين لم يمتحنوا ولم يمحص الله نفوسهم بابتلاء تتقوى به نفوسهم على مواجهة الباطل وأعوانه. قال الله عز وجل: "أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين".
وقال: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب).
تحياتي ---------------
**********************
| |
|