على مدى أجيال عديدة كان البحث الطبي يعتبر الزائدة الدودية بلا فائدة، وكان يعتبرها معرضة للإلتهاب ومصدرًا للألم الذي يستلزم الاستئصال السريع لها.
ولكن ذلك المفهوم عن الزائدة الدودية قد تغير الآن من خلال نظرية قدمتها مجموعة من علماء المناعة. حيث اكتشف العلماء الأميركيون أن
الزائدة الدوديّة تعمل كمكان آمن تعيش فيه البكتيريا اللازمة لعملية الهضم، حيث تعمل على إعادة تدعيم الجهاز الهضمي بعد التخلص من
بعض الأمراض الطفيلية مثل الأميبا أو الدوسنتاريا أو الكوليرا حيث تساعد في قتلها وتطهير القناة الهضمية.
ويقول الباحثون إن تلك الوظيفة التي تقوم بها الزائدة الدودية قد تم تعطيلها نتيجة المنتجات الصناعية التي تساعد على تقديم تلك
البكتيريا للجسم والعمل على نموها دون مساعدة من الزائدة الدودية. ولكن خلال القرون الماضية كانت هناك مناطق بكاملها توفي
سكانها بوباء الكوليرا، ولكن ساعدت الزائدة الدودية على إنقاذ بعض الناس من خلال ما كانت تختزنه من احتياطي حيوي من البكتيريا اللازمة لمكافحة ذلك الوباء.
ويقول "بيل باركر" أستاذ الجراحة وأحد العلماء الذين أوضحوا أهمية الزائدة الدودية، إن وظيفة الزائدة الدودية مرتبطة بكم البكتيريا
التي تعيش في الجهاز الهضمي البشري. ويضيف بأن موقع الزائدة الدودية أسفل ممر الغذاء والجرائيم في الأمعاء الغليظة يساعد في تدعيم تلك النظرية القائلة بوظيفتها.
ولقد أظهرت دراسات أخرى أنه في الدول الأقل تطورًا حيث مازالت الزائدة الدودية تؤدي دورها المفيد، فإن معدل مرض التهاب الزائدة
الدودية كان أقل منه في الولايات المتحدة. ولقد تم تطوير تلك النظرية الخاصة بوظيفة الزائدة الدودية بواسطة فريق من المدرسة الطبية
في جامعة داك في شمال ولاية"كارولينا" ونشرت في صحيفة علم الأحياء النظرية, حيث أحدثت تلك النظرية جدلاً في الوسط العلمي.