################ على الهاتف#################
مهند ناطق ألحديثي
ملاحظة/ستسمع هنا طرفا واحدا من المكالمة وعليك ان تصغي باذن قلبك لتسمع الطرف الثاني
-.............................
--أهلا أهلا
-...........................................................
--أعرفُ ذلك
أعرف هذا الصوتَ لماذا
يغرقني بالوحدة حيناً
أو يُخنَقُ مثلَ حماماتٍ
أرهقها التحليقُ وألقت كلَ فضاءٍ من عينيها في مأساتي
-..................................
-- كلٌ منا عانى الموت وغطى الجرح بكف الآخر
كيما تنزف هذي الكف هموم الوهم وسهد القلب النافر من أيام القحط الملقى فوق سرير الليل الأسود
-...........................................
-- لستِ لوحدكِ
فأنا ما زلتُ اُعاتبُ لحظات الشوق وأهزأ كل مساءٍ بالسريَّةِ تنضحُ من عينيكِ نجوماً حيرى
-....................
-- أتمنى لو أني أقدر
لكن الالهة الاولى تخفيني بوشاح الصد وتعبر كل جسور العمر اليكِ خلالي
-...............................
--أيُّ الروح تريدين وأنتِ الزفراتُ الموتُ تنامُ على رئتي
تستقبلُ كل هزائم عمري بالفل
فأغرقُ حتى القعر خيالا بين الظل
وبين الوصل النازع كل الاشرعة الغيبيةِ من أيامي
-..............................
-- أجملُ حلمٍ كانت تلك
أقربُ حتى من حبل الفقر الى عنقي
-..............
كنتُ صغيراً
لم آبه أن أرمي الكرة الروح بعيداً
لم أعلم أنكِ تغوينَ فَراشَ الصمت الشمعي الاجنحةِ بنارك
-.............................
-- قَدَرٌ كان
لكني ما زلتُ اعاتبُ ذاك الدمع
-...........................................
-- ليتكِ كنتِ هناك
في الصف الأولِ , والمسرحُ يبتدئ العرضَ برفع ستارة حزني
كنتِ بعيدا
كنت ِبعيدا
خارجَ قاعةِ عرض الحزن
خارج كلِ خطوط العرض
خارجَ خارجَ هذي الارض
-.................................................
-- ممكن؟!
كيفَ يكونُ الشاعرُ حجراً؟!
كيف تنامُ وسائدُ عمري دون فراش؟!
كيفَ أصبُّ الزيتَ ولستُ أشعُّ حنينا؟!
كيفَ غنائي صارَ طنينا؟!
كيفَ أقولُ احبكِ كيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-..................................................
أكادُ بحقٍ أتقيأ من صوت (المثلوجيا) فيكِ
كم صنمٍ قدَّستِ ولم
يعطيكِ سوى جرحٍ وألم؟!!
فهنالك ليسَ سوى ربٍ واحد
(في عمق الليل المسكونِ بأشباحِ الوحشة)
يتطلعُ من كوةِ رحمة
ويزيلُ عن الظَهر القشة
-.................................................
--ما عدتُ اُرنّمُ صلواتي***أو أبكي في الليلِ وأخشعْ
ناقوسي دقَّ ولم يلحظ***أني مصلوبٌ لا أسمعْ
-.............................
--ليسَ هنالك شئ مما
ترمين اليه ولكني
أقنعُ بيسيرِ المعروفِ ولا أتنازلُ عن كلماتي
أحفرُ بئرَ الشِعرِ الساخطِ من أنيابِ الليلِ الذئبِ بابرةِ ذاتي
-..................................................
-- أعرفُ ذلك,أعرفُ ذلك
-.....................
--أهلاً أهلاً
25-5-2000